القاهرة في 16 فبراير 2020

استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم الحكم الصادر من المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية (محكمة استثنائية) بسجن الطفل مرتجى قريريص، لمدة 8 سنوات، يليها منعه من السفر لمدة مساوية لها ، على خلفية مشاركته في احتجاجات عام 2011.

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة في المملكة قد أصدرت يوم الأربعاء 12 فبراير الجاري حكمها النهائي بسجن الطفل مرتجى قريريص، لمدة 8 سنوات، يليها منعه من السفر بنفس المدة على  خلفية مشاركته خلال عام 2011، في مسيرة احتجاجية للأطفال بالدراجات في المنطقة الشرقية للمملكة، طالبوا فيها السلطات السعودية بوقف التمييز ضد الشيعة واحترام حقوق الانسان.

الجدير بالذكر أن مرتجى قريريص، الذي يبلغ من العمر الآن 19 سنة، هو أصغر سجين رأي في المملكة، تم اعتقاله في سبتمبر 2014، عندما كان عمره 13 عاماً، وتم احتجازه وتعذيبه في مركز احتجاز الأحداث في “دار الملاحظة” بمدينة الدمام، ثم نقل في مايو 2017، إلى سجن المباحث في الدمام، وحرم من الاتصال بمحام طوال فترة احتجازه، ثم أحيل إلى “المحكمة الجزائية المتخصصة”، وهي محكمة استثنائية تشكلت عام 2008، للنظر في قضايا الإرهاب واتسع عملها ليشمل القضايا الخاصة بالاحتجاجات ودعاة الإصلاح والمدافعين عن حقوق الإنسان.

وطالبت النيابة العامة بإعدام مرتجى قريريص، بعدما وجهت إليه سلسلة تهم من قبيل “الإرهاب والتحريض على التمرد”، ثم تراجعت عن المطالبة بإعدامه بعد انتقادات شديدة من مؤسسات حقوقية دولية عقب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، في الثامن من يونيو 2019.

وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية “لا يخفى على أحد السجل الأسود للسعودية في المحاكمات الجائرة وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب، وفي استخدام عقوبة الإعدام ضد المعارضين السياسيين، ولكنها في حالة الطفل مرتجى قريريص، فاقت كل الحدود و ضربت عرض الحائط بكل القيم الحقوقية والانسانية بهذا الحكم الجائر، لتكشف بجلاء أن ما تدعيه المملكة من إصلاحات ما هي إلا تغييرات شكلية لواقع مزري، ومحاولة فاشلة لصرف النظر عن انتهاكات العديد من حقوق الإنسان وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير وحرية التجمع السلمي”.

وطالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان السلطات السعودية بالامتثال لقيم حقوق الإنسان وعلى وجه الخصوص احترام الحق في التجمع السلمي والحق في الحياة والحق في التجمع السلمي إلى جانب حقوق الطفل، وذلك بإطلاق سراح الفتى مرتجى قريريص، بعدما سرقت منه السلطات السعودية سنوات طفولته.