يقضي المناضل الاشتراكي الدكتور جمال عبدالفتاح 72 سنة أياما جديدة في الاعتقال الثالث منذ عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ثلاث قضايا واجهت المناضل السبعيني خلال ثلاث سنوات فقط!

 

– ففي 29 يناير 2016 ألقي القبض على الدكتور جمال عبد الفتاح من أمام نقابة الصحفيين بوسط المدينة وفوجئ بأنه صدر بحقه حكماً غيابياً بالحبس لمدة 5 سنوات على خلفية اتهامه بتعطيل العمل بأحكام الدستور وقلب نظام الحكم وهدم نظم الدولة الأساسية و الاجتماعية والاقتصادية وفي جلسة المعارضة بتاريخ 27/3/2016 قضت محكمة جنح السيدة زينب ببراءته.

 

– وفي 28 فبراير 2018  اقتحمت قوة أمنية ترتدي الزي المدني منزل جمال عبد الفتاح الكائن بهضبة الهرم في محافظة الجيزة، وألقت القبض علي عليه، اختفي د.جمال قسريا لمدة عشرة ايام ثم ظهر في نيابة امن الدول يواجه تهم مثل قلب نظام الحكم والدعوة لمقاطعة الانتخابات التي تحولت الي جريمة.

 

قضي د. جمال 6 اشهر في سجون السيسي في ظروف صحية صعبة،مع تعنت واضح من الأجهزة الامنية لعدم ايداعه مستشفي السجن رغم تعرضه لازمات صحية عديدة في الرئة وصعوبة التنفس في اقبية سجن طره. في سبتمبر، اخلي سبيل الدكتور جمال بحالة صحية معتلة مع تدابير احترازية تجعله يقضي في قسم الهرم ساعات اسبوعية، حتي القي القبض عليه في المرة الثالثة في يناير 2019 بتهم متشابهة مع كلما سبق، ليبدأ رحلة معاناة جديدة، وصلت لحدود تعرضه للتعذيب والاعتداء في قسم الهرم في شهر فبراير الماضي!

 

المرحلة الصعبة الحالية في حياة المناضل جمال عبدالفتاح لم تكن الا جزء من رحلته الممتدة من اواخر ستينات القرن الماضي.

 

من هو جمال عبدالفتاح ؟

بدأ اهتمام جمال عبد الفتاح بالسياسة والثقافة بشكل عام وعندما التحق بكلية الصيدلة في الأسكندرية عام 1966، بدأ في ممارسة الأنشطة الطلابية المتعلق بالشأن العام المصري آنذاك وتحديداً في أعقاب هزيمة يونيو 67 حيث اشترك في تظاهرات الطلبة التي اندلعت في فبراير ونوفمبر من عام 1968 واشترك في الاعتصام العام بجامعة الأسكندرية من نفس العام تعبيراً عن الغضب الشعبي بعد هزيمة يونيو وذلك لغياب الديموقراطية والشفافية كأحد مسببات الهزيمة.

 

واستمر جمال عبد الفتاح في المشاركة وفي دعم الاعتصامات الطلابية والعمالية حتى عام 1972 إلي أن قبض عليه في يونيو من عام 1973 واتهم بالانضمام إلي تنظيم يساري الغرض منه هدم نظام الدولة ومؤسساتها وتعطيل العمل بالدستور واستمر رهن الاعتقال لمدة عامين إلي أن قضي ببرائته.

 

– وفي عام 1977 اعتقل لمدة 6 أشهر على خلفية اتهامه بأنه عضواً في خلية سرية تابعة لتنظيم يساري يهدف إلي قلب نظام الحكم وبعد أن أخلي سبيله على ذمة تلك القضية فوجئ بعد إلقاء القبض عليه عام 1980 أنه قد صدر بحقه حكماً غيابياً بحبسة لمدة ثلاث سنوات وفي جلسة المعارضة قضي ببرائته مجدداً.

 

– وفي عهد المخلوع، استمر د.جمال في نضاله ضد نظام مبارك متشبثاً بأفكاره الاشتراكية الداعمة للفقراء والعمال والفلاحين والطلبة إلي أن قبض عليه في عام 2002 من داخل صيدليته وذلك على خلفية مشاركته الفعالة في تأسيس اللجنة الشعبية لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، وفي عام 2003 قبض عليه بسب مشاركته في مظاهرات 20 مارس ضد الغزو الأمريكي للعراق، وفي عام 2005 أثناء الانتخابات الرئاسية  قبض عليه في حي المعادي بالقاهرة رفقة عدداً من الشباب وذلك بسبب توزيعهم بيانات ضد ترشح المخلوع مبارك للانتخابات وكانت بعنوان ” حاكموه ولا تنتخبوه ” وفي عام 2006 قبض عليه للمرة السادسة وقت اندلاع المظاهرات الداعمة لاستقلال القضاء.