هذا الدليل ، الشهادات:

هذه شهادات ، نصائح ، من سجناء رأي سابقين ، عن السجن والسجانة ، وكيف تتجاوز محنة السجن، المحتملة ، لكل صاحب رأي مختلف في مصر.

سجناء خلال حكم مبارك ، سجناء رأي  للحكم الحالي ، رجال ونساء ، شباب وكهول ، سجون رسمية وسرية ، أقسام شرطة وسجون.

ننقلها دون تدخل ، سوى لتصحيح الاملاء واللغة، دونما ترتيب ، ننقلها كما هي. علها تفيدك.

 

الشهادات النصائح:

 

” اسمى نائل وانا كنت مسجون لمدة سنة كحبس احتياطي فى أحد قضايا الرأى.. انا مش اول واحد يتسجن ولا حكون اخر واحد (وان كنت اتمنى )

نصحيتي لأي شخص يتعرض للحبس او السجن في قضايا رأي انك متفكرش في الناس اللى بره السور اكيد هم حالهم افضل من حالك ، واكتر حاجة مضايقاهم وجودك فى المكان ده وانت مظلوم.

  • فكر تستفيد من وقتك ازاي لو قدرت .. يعنى مثلا فى القراءة او تعلم بعض المهارات او حفظ القرآن او لعب الرياضة
  • حاول بقدر الامكان متعملش علاقة مع السجان من اى نوع وخلي تعاملك معاهم ميري ( بالورقة والقلم )
  • سندك جوه السجن هم زنزانتك واصدقائك … انت من غيرهم ولا حاجة
  • اهم حاجة تفضل فاكرها ان مهما الباطل طال فالحق حينتصر … يعنى حتخرج متقلقش .. مسألة وقت
  • بلاش تفكر فى الخساير اللى بتتكبدها اثناء او بعد فترة السجن … لان فوزك بحريتك لا يقدر بمال “

#الحرية_للجدعان

نايل حسن

قضية 3020 ادارى الرمل اول

تاريخ السجن ٢٠ ابريل ٢٠١٧ إلى 26 ابريل 2018

المدة سنة وستة ايام

السجن .. شهرين حجز قسم الرمل + عشر شهور سجن برج العرب ، الاسكندرية

 


” منذ اللحظة الأولى للقبض على واقتيادي إلى أحد مقرات الأمن الوطني، مقيد اليدين مغطى العينين، قررت أن أتعامل بذكاء وليس بقوة، وأتعامل بإنسانية وليس بتعالي، ففي النهاية نحن نتعامل مع بشر، يمكن استئناس بعضهم برغم قسوتهم، وهذا ما نجحت فيه.

  • عندما انتقلت إلى عنبر زراعة طرة منتقلا بعد عدة أيام من إيراد سجن تحقيقات طرة، فوجئت بتواجدي في عنبر مع ثمانين سجينا جنائيا، وهنا كان لابد من التعامل معهم باعتبارهم زملاء وأصدقاء وربما إخوة، مما سهل لي مشاكل الحياة في السجن، بدءا من تناول الطعام وتنظيف الملابس حتى فض الخلافات بينهم.
  • القاعدة الأهم التي أعتقد أنه لابد الإلتزام بها هى أن السجن ليس ساحة للنضال السياسي، مما يوفر على سجين الرأى كثير من تعنت إدارة السجن، ويضمن له قدرا من الحماية والتعاطف والاحترام بين سجانيه، الذين يتعاملون معه باعتباره مثقفا وصاحب رأى وكرامة، وفي نفس الوقت لا يسبب لهم أى متاعب، ولا يثير أى مشاكل، لدرجة أنهم قد يلجأون له لحل بعض مشاكل السجناء الآخرين، وهذا ما حدث لي تحديدا.
  • لابد أن يتأقلم السجين السياسي مع كافة الظروف المحيطة به، ولا يتذمر منها، ويعتبر تحملها جزء من الثمن الذي يدفعه راضيا مرضيا عن نضاله السياسي والوطني والإنساني.

الفكرة الأساسية التي يجب أن تسيطر على السجين أن تلك فترة مؤقتة، وأنه سيغادر السجن يوما ما، وأن كل يوم يمر عليه هو اليوم الأخير، وأن صباح الغد هو يومه الأول في السجن.

لم أشغل بالي مطلقا منذ اليوم الأول بأى احتياجات شخصية، مثل توفر آلة حلاقة للذقن أو قصافة للأظافر أو الجرائد، وكلها من الممنوعات، لكنها كانت تتوفر إن لم يكن من السجناء فمن السجانين.

  • التكيف هى الكلمة السحرية التي تسمح بمرور الوقت والأيام والأسابيع والشهور دون أى إحساس بالإحباط، تعامل كأنك ستمضي ما تبقى من عمرك في هذا المكان، وتوقع أن تخرج غدا.

 

حسن حسين

القضية : رقم القضية 482لسنة 2018

من 3مارس 2018 ،، وحتى 9 سبتمبر 2018

سجن عنبر الزراعة ، طره

 


” في مثل بيتقال في السجن:

(( المسجون غلب المجنون ولو حبست المسجون في بلاعة يطلع بسجارة وولاعة ))

بمعني انك لازم تساعد نفسك باي طريقة لانك مش عارف انت هتقعد قد ايه في السجن لازم يكون لسانك حصانك كل معاملاتك مع الناس باحترام ومودة حتي مع المساجين الجنائيين.

البداية هتكون مؤلمة شوية بعد دخولك علي حسب السجن اللي هتكون فيه ، في سجن في حاجة اسمها الداخله ودي بتبقي عبارة ضرب ،  متقلقش منها هما بس بيختبروك انت ممكن تعمل ايه ودرجة خطورتك هتشتم ولا هتمد ايدك ولا هتسكت وتعيش عجينة ! بعد كدة هتحلق شعرك دا بقي اجباري ومفيش حد بيعدي منه ابدا .

  • هتدخل حاجة اسمها الايراد ، والايراد دا بيبقي مكان فيه ناس تبع الامن مساجين بردك كل كلمه هتقولها هتتنقل بالحرف الواحد وهتفضل في الاختبار دا حوالي عشرة ايام الي خمسة عشر يوما.

هتتسكن علي حسب كلامك ومعاملاتك مع الناس دي سواء بقي انت شديد الخطورة ام لا

هتصور وهتتسكن ، الميري بتاعك ٣بطاطين و٣ارغفة اسمها جراية ، وليك شوية فول و٥٠ جرام لحمة وليك اكل ماشي ،، بس اكل غير صحي لكن انت هتتعود عليه وليك بيضه وربع عادي بتقسم انت واصحابك ولما بتحب تعمل اضراب عن الطعام بتسلم اكلك للمخبر بتديلة الثلاث ارغفه كدة بيعرف انك مضرب وبيوديك التاديب عشان متكلش بجد فانت متعلنش اضرابك عن الطعام الا في حالة الخطر الحقيقي.

حسام العربي

سجن سنه واربع شهور اختفاء قسري بعد اخلاء السبيل

السجن من  يناير ٢٠١٧ إلى ابريل 2018

معتقلي دار السلام

 


رفاقي وأحبتي

” هناك ليال لا يمكن أن ننساها مهما حاولنا، أنتم تعرفون هذا بالتأكيد. إحدى الليالي التي لا يمكن لي أن أنساها كانت ليلة خروجي من شديد الحراسة اتنين بعد عام لم يتوقفوا خلاله أن يخبروني أنني لن أرى الشارع مرة أخرى، لم أنم تلك الليلة كغيرها من الليال لكن ما جعلها ليلة لا تنسى هو اللحظة التي كانوا ينادون فيها الأسماء التي ستخرج في العفو، كان كل منا يتمنى داخله أن يكون هو الناجي، أما أنا فكنت قد أخبرت بالفعل قبلها بدقائق أنني سأخرج فكان الشعور الذي يملأني بالفعل هو من سأترك خلفي، في تلك الليلة بكى من سيبقى وبكى من سيخرج، قال لي زميلي الجنائي-السياسي الذي سيبقى: اوعى تنسانا. وربما يكون ذلك هو السبب.

للمرة الأولى أكتب إليكم لا عنكم، لأنني كنت أتوقف دائما شاعرا بالإسف الشديد، لكنني أتذكر اليوم كيف كنت أستقبل أي كلمة أيا كانت ممن كان داخل السجن، كانت كل كلمة تعطيني سببا للاستمرار في المقاومة.

كتبت لكم مرة بيني وبين نفسي قبل أن أقضي هذا الوقت في السجن أقول:

الوش شقه العناد بابتسامة وجع

شباك ف قلب الضلام ياصنايعي البدع

اخر نفس ف هتاف اللي هتافه اتمنع

ياحيلك المهدود

يا ضهرك المفرود

ياقوتك ياجدع

كنت أتعجب من قدرتكم على الاستمرار في المقاومة داخل هذه الأسوار وبين كل هؤلاء الرجال المسلحين الذين يعتبرونكم أعداء حرب. أعلم الأن أنه ليس اخيتارا إنما هو السبيل الوحيد المفروض علينا جميعا، المقاومة.

وأعلم أن لكل منا حيلته الخاصة، وأعلم أن كل منكم وجد طريقته الخاصة في المقاومة.

اكتب لكم لأقول: أنتم قضيتنا الأولى، ربما ليس لدينا القوة الكافية لكننا لن نترك فرصة ولا احتمال. نحن أحبة بجانب الأحبة ورفاق إلى جانب الرفاق وأهل إلى جانب الأهل، لن تصبح الحياة “عادية” إلا وأنتم في الخارج بين أحبتكم. فنحن كما كنا وكنتم لا نحلم إلا بحياة عادية، مجرد حياة عادية.

دمتم مقاومين

 

أحمد سعيد

سجن 15 مايو نهاية 2015

سجن شديد الحراسة 2 بطره 2016

شهادة من المنفى

 


من خلال تجربتي في السجن لأسباب لها صلة بحرية الرأي ، إن جاز لي توجية نصائح لهؤلاء القابعين خلف الجدران في فترة من أسوأ الفترات التى مرت في تاريخ مصر وبالنظر الى منظومة السجون وكذلك طريقة تعمل السلطة وفق القانون فإن أهم ما يمكن توجيهه إذا جاز

1- محاولة التعامل بهدوء شديد سواء مع أفراد الحبس أو الزملاء

2- الزملاء في الحبس هم سندك إحرص دائماً على حسن التعامل معهم وربط أواصر من المحبة والمعزة

3- لا تحاول التفكير كثيرا إلا في ذلك الذي يمنحك بهجة حتى لو مصطنعة

4- لا داعي للدخول مع المحبوسين معك في جدل خاصة في القضايا المعقدة

5- كن كريما مع الزملاء في حالة الزيارات وما قد يأتيك من الخارج

6- إذا أتيحت لك فرصة لاكتساب مهارات اية مهارات من زميل محبوس معك لا تتردد

7- قانونا تجديدات الحبس لا ضابط لها وبالتالي لاتلم محاميك إذا تكرر  تجديد الحبس

8- لا تتدخل ابداً في خصوصيات من حولك ولا تحاول أن تعرف عنهم ما هو خارج عن السجن

9- لا تتحدث في تفاصيل مع زملاء السجن المجتمعون بالصدفة إلا قبل اكتساب الثقة وهي لا تأتي إلا بعد تجارب

10- كن شريكا لزملائك إذا حدث موقف عام مع الأخذ في الاعتبار خصوصية اللحظة والمكان وغياب القانون وربما المحاسبة

 

أحمد قناوي المحامي

سجن : ابو زعبل و سجن سوهاج  عام 1989

 


” أنا اعتقلت مرتين فى 2016 و2020  فى الاولى كنت متهم وحيد  وفى التانية كنت  مضموما على اربعة اخرين، اكيد مش محتاج اقولك انى اول مرة اشوفهم، تقريبا ظروف الاعتقال واحدة فى المرتين طرق على الباب مابين الثانية الى الرابعة صباحا ودخول وتفتيش وحمل مايمكن ان تصل اليه الايدى كمبيوترات تليفونات لابات وفلوس ودهب ايضا ، تتعلق او لا تتعلق بالقضية مش مهم!.

بعض هذا حصل معى وبعضه حصل مع اخرين ممن قابلتهم فى السجن  وكنت محظوظا اذ سارت الامور معى فى خط سيرها القانونى ، قبض فتحقيق فى امن الوطنى فعرض على النيابة فتجديدات فاحالة للمحكمة فبراءة اول مرة فى 2016 ،، وادانة بالحبس 3 شهور تانى مرة فى مارس 2020 وفى كلتا المرتين حبست ثلاثة وبضعة ايام اشهر تقريبا  قابلت ناس اخفوا قسريا بعضهم لاشهر  وبعضهم وصل 3سنوات كنت سئ الحظ ان فترة سجنى فى المرتين كانت فى قسم شرطة مش فى سجن عمومى والفرق بين الاتنين كبير فى الحقوق والمعيشة .

فى قسم الشرطة انت امانة مالكش اى حقوق حبست ومن معى معزولين تماما عن العالم الخارجى لاصحف لا جرائد لا معلومات عن اى شئ حتى عن الكورونا كان ممنوع نعرف عنها اى ارقام والزيارات ممنوعة ، ده كان فى تانى حبسه عشان الكورونا،  اول حبسه كانت احسن حالا قليلا بخصوص الزيارات والجرايد وان كانت تهريب مش بشكل رسمى ،

اى حد وارد اعتقاله يجب يبقى بيته منظم طول الوقت اوراقه الخاصة او الشخصية ينتقى لها مكان لايستطيعون الوصول اليه وعلى فكره تفتيشهم بقدر همجيته بقدر عبطه مش صعب انك تنجو وتدارى خصوصياتك وكمان متتركش تليفوناتك مرمية ومتنطورة كان عندى 3 موببلات لا استخدمهم وبدون شرائح  مرميين اخدوهم.

  • حاول بيتك ميبقاش فيه حاجة يتلككوا عليها رغم انى عندى مكتبة شخصية بها 5800 كتاب بعضهم ممكن يرقى فى نظرهم لدرجة الحرز مفيش مانع تظل صاحى  حتى التانية او الثالثة صباحا انا بعمل كده دلوقتى لكن  فى السجن طبعا قراءة القران هى الشئ الوحيد المتاح او الكتاب الوحيد  المسموح به.

لكن لو فى سجن عمومى اكيد هتبقى فرصة كويسة للقراءة فى كتب من مكتبة السجن يعنى دى انطباعات سريعة عن فترتى  حبسي بدون تفاصيل كتيرة.

 

محمد ابراهيم احمد  النجدى

قسم  شرطة طلخا 2016 (فترة حبس 2016 من  مارس حتى  نهاية مايو 2016)

قسم  اول   المنصورة 2020 (فترة حبس 2020 من  مارس حتى  يوليو 2020)

 


” من الصعب أن نقول أن هناك خطوات ثابتة أو رد فعل معين يصلح لكل الأشخاص، عند تعاملهم مع تجربة السجن، أو حتى الأيام الأولى منه، ومع ذلك فمن المفيد التعرف على تجارب بعضنا البعض، لعلها تكون عونا عند التجربة التي تبدو إجبارية.

لكني اعتقد أن الخطوة الأولى هي مزيج بين ما يمكن أن تتدرب عليه قبل التجربة في أيامك العادية، وبين رد فعل فجائي لتجربة “مشيها تجربة” غير متوقعة، وتعتمد على قدرتك على البقاء هادئا، وإتاحة الفرصة لعقلك لاستيعاب الوضع الجديد، والتعامل الجيد مع غياب المعلومات ومحاولة الاستفادة من القليل المتاح، وبالطبع الاقتناع التام بأن ذلك الوضع مؤقت وإن طال لنهاية العمر، وأن مواجهة النظم المستبدة ليست مستحيلة ولكنها ليست سهلة”

 

يوسف شعبان

سنة و3 شهور

2015-2016

سجن برج العرب ، الاسكندرية

 


” يقولون دائماً أن المتوفي يشعر قبلها بفترة زمنية أنه سيفارق الحياة، وهكذا المعتقل السياسي يشعر دائماً أنه مفارق الحرية ثمناً لمواقفه ومبادئه وكأنه يرد دين لم يقترضه وفي ميعاد لم يحدده.

  • المنحة من قلب المحنة:

بالتأكيد أن تجربة السجن تجربة مريرة و قاسية جداً، ربما تكون العقوبة الأكثر قسوة في الوجود، فهي من اختراع شياطين العالم السفلي وليس من اختراع شخص من لحم ودم، ولكن أكبر صفعة قد يعطيها المسجون للسجان هو أن يسافر خارج هذه الجدران ويفكر في كل شيء بالخارج دون محاولة إرهاق نفسه بتحمل عبء من بالخارج ، لأنه ما باليد حيلة، والسفر عبر الخيال والتخطيط والتفكير لما بعد السجن والمستقبل الآتي لا محالة غصب عن كل مستبد.

-الأمل هو تأشيرة الخروج:

ليس شعاراً فالأمل هو الخطوة الأولي للخروج من هذه المحنة وبالفعل هو تأشيرة الخروج من العالم السفلي للحياة مرة آخري، والشيء الأهم أن يبقي المسجون علي كل ذرة من عقله وبدنه ويحافظ عليهم دائماً كي يتحمل قسوة ومرارة التجربة.

– قبل كل شيء يجب أن يعي الشخص من البداية ماهو قادم عليه منذ التحقيق معه في النيابة فهذه أهم خطوة فلا اجتهاد ولا تبرع بإجابات ليس في محلها أو التطوع في إعطاء تفاصيل ليس لها قيمة سوي أن يورط الشخص نفسه في مشاكل هو في غني عنها فالإجابة تكون كافية علي قدر السؤال ولا تتحفز تجاه النيابة فالجميع يعلم كيف تؤخذ قراراتهم ولكن التحفز ضدهم يجلب مزيداً من المشاكل.

-وأجمل شيء يستطيع الشخص أن يشغل وقته به إذا كانت ظروفه تسمح هي القراءة قدر الإمكان واستغلال كل ورقة أو كلمة في القراءة فرغم منع إدارة السجن عنا الكتب والجرائد إلا أننا كنا نحاول طوال الوقت بشتي الطرق تهريب أي جريدة أو كتاب ونشغل وقتنا بهم.

-والشيء الآخر هو محاولة تدوين التجربة فربما يكون هذا التدوين مشروع للكتابة فيما بعد وليس بالشرط أن يكون التدوين بشكل كتابي فيكفي التدوين في الذاكرة إذ ربما يستفيد من هذا التدوين أشخاص آخرين.

فتبقي تجربة كل سجين رأي هي تجربة مهمة وملهمة لكيفية إعادة بناء الإنسان من خلال المحن والتجارب وكيف يستطيع فرد تحويل تجربة السجن إلي طاقة وحب، ليس هذا فقط بل أيضاً التفكير في طموحه وأهدافه في الحياة فيما بعد وأن ينجح في مستقبله بعد الخروج نجاح يبهر الجميع وأن يكون دائماً التفكير الأهم في الخروج من سور اليأس والاحباط.

فما زلنا نحلم بعودة رفاقنا حتى يعانقوا أحبتهم، وسنظل متمسكين بحلمنا هذا حتى آخر يوم في حياتنا وسنسعى من أجل تحقيق الكرامة، والعدالة الإجتماعية،و نشر ثقافة الحوار و تقبل الإختلاف، بالرغم من كل الظروف و الإكراهات، فهكذا هم أبناء يناير.

انا اعتقلت مرتين المرة الاولي اتقبض عليا في ٣٠ ديسمبر ٢٠١٥ قبل ليلة راس السنة بيوم ولفيت لفة كده من جابر ابن حيان لقسم الدقي ثم ٤ ايام اختفاء قسري في جهاز الامن الوطني باكتوبر واخيرا تم ترحيلي لسجن الجيزة المركزي بالكيلو “عشرة ونص” وده قضيت فيه حوالي ٣ شهور وخرجت في اخر مارس

خرجت وقضيت ما يقرب من شهر بره وكان حصل موضوع تيران وصنافير فاتقبض عليا تاني في واقعة اقتحام نقابة الصحفيين في ١ مايو ٢٠١٦ يوم عيد العمال وتم ترحيلي من النيابة لسجن مزرعة طرة وقضيت فيه ١٥٥ يوم كلهم في زنزانة التأديب

منهم ما يقرب من ٤٠ يوم انفرادي

 

محمود السقا

سجن الجيزة المركزي بالكيلو عشرة ونص 2015

سجن مزرعة طره 2016

 


” أصعب شئ يمر على السجين خلافا لكل المظالم المباشرة التي يتعرض لها داخل محبسه سواء عزله انفراديا أو حتى تعذيبه جسديا، هي مشاعره ومخاوفه على أسرته وخاصة لو كان هو من يعول الأسرة، من أفضل سبل التضامن مع السجناء هي رعاية الأسر ماليا واجتماعيا ونفسيا، عندما تصله أخبار ايجابية عن أسرته ستخفف كثير من حالة القهر التي يشعر بها”

 

عبدالمنعم محمود

صحفي وسجين سابق في عهد مبارك

السجن  مزرعة طره ٢٠٠٣ و ٢٠٠٦

سجن المحكوم ٢٠٠٧

 


” في البداية كان معسكر الامن المركزي بالجبل الأحمر قعدت فيه ٨ أيام وبعدين اتنقلت قسم عابدين بعد عرض النيابة وقعدت فيه بالضبط ٣٢ يوم

وبعدين رحت سجن القناطر وقعدت فيه ١٧ يوم

في كل مكان احتجاز كانت ممكن المدة تطول لكن عدم الرضوخ والتفاعل والتأقلم بيساعد انهم يخلصوا ، ويخلصوا منك او هكذا اعتقد.

سمعت كثيرا عن زوار الليل، هؤلاء الذين يصعدون الدرج في ظلام الليل ويطرقون الأبواب بقوة حتى يصاب من في المنزل بالفزع، حظي الحسن أني أقيم في منزل بمفردي، كخطوة مسبقة منى لتوقع حدوث ذلك

– بالطبع لا يوجد أذن نيابة لكن على الأقل يجب أن تسأل عنه حتى تجبر الضابط المسئول عن اعتقالك أن يتكبد  مشقة عناء إخراج كارنية بطاقة الهوية الخاص به

– الاحتفاظ بالصور والملفات الشخصية على موبايل أخر او على فلاشة او كارت ميموري منفصل عن الموبايل لأن أول شيء يطلب منك الموبايل والصراحة الافضل أن يكون لديك موبايل عادي بزراير يقدم فور الطلب.. واذ كان عندك لاب توب او أي باد يحفظ به في مكان غير ظاهر

– الاصرار إذا كنتي بنت على أن ينتظر زوار الليل خارج المنزل حتى ترتدي ملابسك ( اللي بيطلبوا منك أن ترتديها ماهو مش معقول ح يقولوا أن مقبوض عليك من الشارع بالبيجامة او بقميص النوم) ( والصراحة انا بعد ما اتعرضت على النيابة ندمت إني فعلا غيرت هدومي وما روحتش معاه بالبيجامة إثبات حالة إني مقبوض علي من البيت مش من الشارع زي ما مكتوب في محضرهم) .

– إرسال رسالة سريعة لاحد المقربين تفيد بما يحدث طبعا إذا توفر موبايل أخر

– فترة الاختفاء القسري لا تتعايش مع ما يمنحوه لك .. أنا كنت بمعسكر الأمن المركزي بالجبل الاحمر لم أتناول أي طعام أو شراب مش إضراب لكن مافيش نفس وكمان طبيعة الأكل مختلفة جدا وغير نظيفة عن طبيعة أكلي،  هذا الأمر جعلهم يعتقدون أني مضربة عن الطعام فكانوا يرسلوا لي مجندين يتحدثون لي من خلف الباب ويقدمون لي ساندوتشات كبدة و سجق  ومشروبات غازية وهم يهمسون أحنا جايبين الاكل دا على حسابنا ومن ورا الضابط خدي كلي بسرعة وما تقوليش لحد عشان ما نتأذيش .. دا فخ إذا أخذتي وأكلت هنا تم تطيوعك أصبحت تتعايش وبالتالي مدة الاختفاء القسري تطول اما أذا نهرت المجند ورفضت ما لديه من طعام بل رفضت الحديث معه والتفاعل مع حكاياته المسلية اصبحت عائق وهنا أحتمال كبير فترة الاختفاء القسري تقل وتظهر بعد ايام معدودة كحالتي

– وقت التحقيق سواء مع ضابط أمن الدولة أو وكيل نيابة أمن الدولة حاول بقدر الإمكان أن تكون الأجابات مقتضبة تصب في مصلحة البلد والشعب مش ضد نظام او بتدافع عن اشخاص وافكار. حاول تتكلم عن اهتمامتك الخاصة زي الكتب اللي بتحب تقراها الكتاب المفضلين الافلام اللي بتحب تشوفها هواياتك زي تربية الحيوانات او الرسم – المواضيع دي بتربكهم وبتخيلهم يحسوا بانسانيك و مدى اجرامهم تجاهك..وما تخافش وكن متماسك قدر المستطاع بدون استهتار أو تعالي .

– الدرس الأهم اللي أنا شخصيا اتعلمته إن فكرة الاعتقال النظام هدفه منها الاهم هو سحبك من حياتك السوية وترويضك على حياة فاسدة..

– في أقسام الشرطة يجب ان تدفع إكرامية (رشوة) لأمين شرطة عشان يسمح لك تشوف قريبك او يخلص لك طلب هما أصلا اللي طلبينه منك او أنك تضطر تخضع لمجرم محجوز معاك من اجل مكالمة تليفون لأهلك او احد الاصدقاء.. لأنه معاه تليفون كل من في القسم من أول المأمور وحتى العسكري يعلمون بوجوده وبياخدوا اتاوة يومية من أجل بقائه.

– في السجون نفس الشيء بتخضع لقوانين فاسدة وبتتعايش معاها وبتمارسها بشكل ممنهج قوانين فاسدة بتسحبك من عوالمك الحقيقية وبتحطك في عالم السجن إذا تأقلمت ورضخت طالت مدة اعتقالك واصبحت مجرد رقم ضمن ارقام كتير لكن إذا رفضت التأقلم بعدم الاندماج والانعزال والاصرار على ان مكانك بالخارج أصبحت عبء ورقم مؤثر يجب الخلاص منه، جايز يكون بالخروج وجايز يكون بالعقاب، المهم انك ماتكونش رقم منسي ضمن أرقام كتير

– دور المحامين والمتضامين معاك بجد بيفرق كتير، لحظة رؤية المحامي بعد اختفاء طويل وانقطاع عن احبابك مالوش وصف ولا أي كلام يقدر يعبر عنه.

 

نجلاء عبدالجواد

باحثة دكتوراه في تاريخ أفريقيا الحديث والمعاصر

الحبس في : معسكر الامن المركزي بالجبل الأحمر ،و قسم عابدين و سجن القناطر

 


انا اعتقلت في حب مصر والتهمه صحفيه لدفاعي عن المعتقلين ونصرة كلمه الحق تم اعتقالي واختفائي  قسريا لمده ١٠ايام في مكان بالنسبة لي مجهول لاني باختصار مكنتش شايفه اي حاجه.

سالتهم انا فين انتم مين طب اهلي عارفين انا فين انا عملت ايه عايزه المحامي بتاعي ليه مغمين عنيه  اسئله كتير،بتدور ف عقلي وعقل اي معتقل من اللحظه الاولي من القبض عليه حتي عرضي علي النيايه.

اضربت عن الطعام من اول يوم  لمدة خمس ايام وتعبت جدا صحيا لدرجه اني كنت بقع اثناء التحقيق ، اتعرضت  لضغط نفسي رهيب من اول لحظه ، صوت تكة مفتاح الاوضه ال محبوسه فيها بترعب و انا مش عارفه اللي وراه ايه هيعملي ايه ؟! قاعده في مكان مش عارفه هخرج منه ولا لأ.

في لحظه بتحس كأنك ميت وبتتحاسب ومينفعش حد يبقي معاك ، تجربه صعبه لاي حر،، صوتهم بيخوف احساس ميتوصفش ،  الاوضه ال محبوسة فيها بتخوف وانت متراقب بكاميرا حتي وانت نايم !

١٠ايام مكنتش عارفه مصيري،ايه بعدها  تم نقلي بعربيه امن مركزى وقوات خاصه من مقر الامن الوطني الي النيابه وبدأت رحلت التجديد 4أيام ، والجلسه التانيه  15يوم ،،

اليوم ده عمرى ما هنساه من الساعه ٧الصبح للساعه ٧المغرب قاعده في اوضه في المحكمه متر ف متر زى التربة بالظبط .  فيها شباك  قد كف الايد وجردل علي جنب فيهاعدد كل اللي هيترحلوا من النساء ، وضع غير ادامي مهين جدا الكلابش في ايد معتقلي الرأي كسرة عربية الترحيلات كسرة تعذيب وموت بالبطئ ،

انهرت نفسيا اليوم ده واترحلت علي القسم مع تجارالمخدرات والدعارة والنصب والسرقة،  وبعدها عملت استئاف في اليوم ١٤وخرجت بكفاله ٥تلاف جنيه .

بعدها خرجت كارهه الدنيا والناس من الظلم والقهر اللي اتعرضت له لان الاثار النفسيه بتظهر بعد الخروج ،  حسيت ان عندى يأس من كل حاجه ! واحده  شهاداتها لدرجة دكتوراه عمرهاما هتعرف تشتغل لان باختصار عندى قضيه سياسيه!!  بس بعافروبحاول ابدأ من تاني علي رجلي.

لماخرجت وشوفت الدنيامقلوبه عشاني قد ايه بدأت احس ان تضحيتي مكنتش ببلاش حصدت فيها حب الالاف الناس ، نهاية الدنيا مش اعتقال  عارفه انها تجربه صعبه،  بس بتقوى وبتاكد ان احنا صح .

نهاية الظلمه نور يقين ، القلم بيخوفهم كلمتنا بتهز كيان وهي دى ضريبة حب مصر

اوقفوا الاختفاء القسري اوقفوا الترهيب

 

ياسمين سعيد

صحفية

اختفار قسري ثم الحبس: يوليو 2020

 


” بعد اختطفاي تم نقلي الى مقر أمن الدولة بالمعصرة بعد تغمية عينى بقماشة والصعود بى عدد من الأدوار ثم دخولى حجرة الضابط  لإستجوابى (( إنت بتصلى , إنت ليه بدافع عن الناس المتهمة بالإرهاب , , وإنت مالك بالمحامين المحبوسين فى قضايا إرهاب , إنت مين ومين أهلك , إنت ليه بتكتب على الفيس , وشاغل بالك ليه بإنتخابات المحامين ))

بعد نقلي للنيابة والتحقيق وقرار حبسي ، تم نقلي إلى سجن تحقيق طره.

  • قام المخبر بإدخالى زنزانة يطلق عليها ” الإيراد ” أشبه بإسطبل الخيل , مستطيلة , مساحتها28م بدورة مياه متر×متر بقعدة بلدى شديدة السواد وحنفية قريبة من الأرض وبدون باب أو حائل وحوائط مملوءة بالحفر وأرضية جرداء رمادى اللون وعدد 4شبابيك بشبك وسلك حديد فى الحائطين المتقابلين كل حائط به 2 شباك فى أحدهما شفاط كهربائى على وجه الشباك , ولايمكن دخول الشمس أو ضوء النهار منهما , وسقف به ثلاث مراوح بأسلاك عارية ولمبة إضاءة واحدة تضعف النظر , وباب الزنزانة باب  حديد مصفح بفتحة ضيقة أعلى الباب يطلق عليها ” النطارة ” , وعدد 17 متهم محبوسين إحتياطيا أعمارهم تبدأ من 18 سنة حتى 40 سنة , فكنت أكبرهم سنا , ومن ضمن المحبوسين 3 محامين وعدد من شباب الالتروس أهلاوى ، هنا أدركت أنه لابد أن أكون قويا , ولايمكن أن أظهر خوفى , أو يرى أحدهم دموعى.
  • اكتشفت ان السجائر بتحل كل شيئ ، لما زميلي طلع علبة السجائر ماركةlm” “الحمراء وأعطاها للشاويش فسمح لى بالتريض والتخفى بعيدا عن الزنزانة .

كنت  ببكى بس مافيش حد يشوفنى , حط البطانية على راسك أو أدخل الحمام وإبكى زى ماأنت عايز وهتعدى وهتخرج وكلنا هنخرج .

  • الراديو والجرائد خلانى أشغل نفسى بجملة المشاهدات دى وتخزينها فى عقلى , خلاف تدعيم الأصدقاء بكتب وروايات مترجمة ومحلية فقرأت كمية روايات وأنا لم أقرأ قبلها بحوالى 20 سنة فكانت القراءة والرواية الصديق الأول لى
  • نصيحة ، إعتبر نفسك فى ميدان عبد المنعم رياض أثناء الثورة وشايف النيل “

من شهادة مطولي للمحامي الحقوقي

محسن بهنسي

سجن طره تحقيق

مارس 2020 إلى سبتمبر 2020