1. نظرة عامة 

يشغل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حيز كبير من اهتمام الكويتيين ، حيث يعد الكويتيون من أعلى شعوب العالم اتصالا بالإنترنت، ومن أعلى شعوب العالم استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي، ولكن على الجانب الآخر تلاحق الحكومة الكويتية بلا هوادة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وتعد الحكومة الكويتية من أكثر الحكومات العربية ملاحقة للمغردين على موقع تويتر، على خلفية نشر آرائهم. ومؤخراً طفت على سطح الأحداث قضية أصحاب الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشف أصحاب تلك الحسابات العديد من قضايا الفساد، ووصلت القضية إلى أروقة مجلس الأمة بعد مطالبة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت بضرورة إصدار تشريع يضبط منصات التواصل التي تعج بتلك الحسابات.

  1. التطورات في قطاع الاتصالات

بلغ عدد سكان الكويت عام 2019، نحو 4.2 مليون نسمة، بينهم نحو 1.2 مليون كويتي، إلى جانب 3 ملايين وافد، وحققت البلاد نسبة انتشار هائلة لوسائل الاتصالات حيث بلغت عدد مستخدمي الهاتف المحمول نحو، 7.1 مليون مستخدم، بنسبة انتشار يصل إلى 169% تقريباً.

وتعتبر الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات هي المسؤولة عن الإشراف على قطاع الاتصالات ورقابته، وبخلاف الخطوط الهاتفية الأرضية التي توفرها وزارة المواصلات، تقوم ثلاث شركات بتشغيل خطوط الهاتف المحمول، هي شركة زين، المعروفة باسم “شركة الاتصالات المتنقلة – MTC” سابقاً، وأوريدو المعروفة باسم “الشركة الوطنية للاتصالات” سابقاً، و شركة الاتصالات الكويتية فيفا، وجميعها من القطاع الخاص، وتخضع لرقابة الهيئة العامة للاتصالات.

فيما يقدم خدمات الإنترنت 10 مشغلين هم ( زين، فيفا، أوريدو، كواليتي نت، فاست تلكو، كميز، مدى، جلف نت، بي وايرلس، وزارة المواصلات)، وجميعهم من القطاع الخاص ويخضعون أيضاً لرقابة الهيئة.

وباتت عمليات الاستحواذ على شركات الإنترنت، هي الشغل الشاغل لشركات الاتصالات المحلية، فقد استحوذت شركة الاتصالات الكويتية “VIVA” على شركة كواليتي نت، وسبقتها شركة “Ooredoo” بالاستحواذ على شركة فاست تلكو.

  1. البيئة القانونية لقطاع الاتصالات والانترنت 

لم يخرج عن مجلس الأمة الكويتي أي قانون خاص بحرية الإنترنت خلال الفترة من مارس 2017، حتى سبتمبر 2019، ولكن القوانين المعيبة ظلت سارية، من بينها القانون رقم 63 لسنة 2015، والمعروف باسم قانون  مكافحة جرائم تقنية المعلومات، إلى جانب القانون رقم 8 لسنة 2016، بشأن الإعلام الإلكتروني، الذي ألزم الراغبين في إنشاء أو تشغيل المواقع والوسائل الإعلامية الإلكترونية بالحصول على الترخيص من وزارة الإعلام.

  1. الشبكات الاجتماعية

يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الكويت حوالي 4.1 مليون مستخدم، بنسبة انتشار تبلغ 98% تقريبا، وهي من أعلى نسب الانتشار في العالم، كما تعد الكويت من أكثر الدول استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي، ويأتي موقع فيسبوك على رأس المواقع التي تحظى بشعبية كبيرة في البلاد حيث يبلغ عدد مشتركي موقع فيسبوك نحو 3 ملايين مشترك، ويأتي تطبيق انستجرام في الترتيب الثاني من حيث عدد المستخدمين في الكويت حيث يبلغ عدد المشتركين نحو 1.8 مليون، بينما بائت الملاحقة العنيفة للمغردين إلى تراجع عدد المشتركين في موقع تويتر  ليصل إلى نحو 1.7 مليون مستخدم وهو ما دفع المغردين في الكويت إلى تدشين حملة على تويتر بعنوان ” #التغريد_ليس_جريمة ” تحظى بشعبية كبيرة للحد من التغول على حق المغردين في ابداء الرأي والنقد .

  1. الحجب والرقابة 

حجب المواقع الإلكترونية دون حكم قضائي بات شائعاً في الكويت، وأطلقت عليه الحكومة مصطلح “خدمة حجب المحتوى الإلكتروني”، وخصصت الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات صفحة على موقعها لاستقبال الطلبات المتعلقة بحجب أي محتوى إلكتروني “يتعارض مع المصلحة العامة بما في ذلك الأخلاق العامة، أو تعاليم الدين الإسلامي، أو النظام العام، أو الأمن الوطني، أو غير ذلك مما هو محظور بموجب القوانين المعمول بها بدولة الكويت” حسبما ذكرت الصفحة.

وذكر تقرير صادر عام 2018، عن الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات أن 88%، من بلاغات حجب المواقع جاءت من الحكومة، وجهات خاصة، في حين وصلت بلاغات الأفراد نسبة 12%.

وجاء في مقدمة أسباب الحجب “الإخلال بالآداب العامة” بنسبة 43% ، ثم مخالفة حقوق الملكية الفكرية بنسبة 27%، والإساءة للدين الإسلامي ومبادئ المجتمع 21%، ثم مواقع مراهنات بنسبة 9%.

  1. الملاحقة والتهديدات الأمنية

براءة الملا من تهم الإساءة إلى أمير الكويت والإساءة لمصر

قررت محكمة التمييز (أعلى درجات التقاضي في الكويت)، يوم 13 مارس 2017، رفض الطعن المقدم من النيابة العامة ضد النائب السابق صالح الملا، وأيدت قرار محكمة أول درجة ومحكمة الاستئناف ببراءته من تهم الإساءة إلى أمير الكويت والإساءة لمصر على خلفية تغريدات أطلقها الملا في شهر يناير 2015، قبل زيارة الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” إلى الكويت، قال فيها “السيسي لا هلا ولا مرحبًا.. أهل الكويت أولى بملياراته”.

 

أحكام جديدة ضد النائب السابق عبدالحميد دشتي

أصدرت عدة محاكم كويتية مختلفة عددًا من الأحكام بحبس النائب السابق في البرلمان عبدالحميد دشتي، المقيم حاليًا خارج الكويت بسبب تغريدات على تويتر، حيث أصدرت محكمة الجنايات في 26 مارس 2017، حكمًا غيابيا بحبس دشتي، لمدة 3 سنوات بسبب تغريداته  موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، على خلفية زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الكويت، وفي 31 يناير 2018، أيدت محكمة الاستئناف الكويتية، حكم حبس دشتي، سنة مع الشغل والنفاذ، بتهمة الإساءة إلى القضاء، وأحدث الأحكام صدر في 9 أبريل 2019، حيث قضت محكمة الجنايات بحبس دشتي لمدة 3 سنوات مع الشغل والنفاذ عن تهمة الإساءة للسعودية من خلال شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر”.

 

حبس رانيا السعد وصالح السعيد بزعم “الإساءة للسعودية”

قضت محكمة الاستئناف في 27 مارس 2017، بحبس المغردين رانيا السعد، وصالح السعيد 3 سنوات مع النفاذ  بزعم التطاول على ملك السعودية عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، وألغت المحكمة حكم أول درجة القاضي ببراءة رانيا السعد وصالح السعيد من تهمة الإساءة إلى المملكة السعودية على موقع التواصل الاجتماعي، الذي جاء بعد شكوى تقدمت بها السفارة السعودية يوم 27 أغسطس 2014.

 

النقض تؤيد حبس الشيخ عبدالله السالم الصباح

قضت محكمة التمييز (النقض) الكويتية، يوم 16 يوليو 2017، بحبس الشيخ عبدالله السالم الصباح، لمدة 3 سنوات مع الشغل والنفاذ، بتهمة الإساءة إلى الذات الأميرية وعدد من الشخصيات، على خلفية نشر مقاطع مصورة له عبر موقع التواصل الاجتماعي (سناب شات) اعتبرتها السلطة مسيئة للذات الأميرية وبعض أفراد الأسرة الحاكمة.

واستمر الشيخ عبدالله في السجن حتى أفرجت عنه وزارة الداخلية في 14 نوفمبر 2017، بعد حصوله على عفو خاص إضافة إلى تنازل الشيخ محمد العبدالله.

 

حبس المحامي هاني حسين 5 سنوات بزعم  إذاعة أخبار كاذبة

قضت محكمة الجنايات، في 8 أكتوبر 2017، بحبس المحامي هاني حسين 5 سنوات في البلاغ المقدم ضده من وزارة الصحة تتهمه بنشر أخبار كاذبة، بعدما نشر تغريدات على حسابه في موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” عن وجود “طبيب بنغالي مزوّر يعمل في وزارة الصحة، وأنه أبلغ المسؤولين بوزارة الداخلية بهوية البنغالي واطلعهم على جوازي سفره الأصلي والكويتي المزور”.

 

حكم نهائي بسجن 5 من أعضاء جروب الفنطاس

أسدلت محكمة التمييز (النقض) الكويتية يوم الاثنين 15 مايو 2017، الستار على قضية “جروب الفنطاس” التي تضم بين المتهمين فيها ثلاثة من العائلة الحاكمة هم عذبي فهد الأحمد الصباح ابن شقيق أمير البلاد، وأحمد الداود الصباح، وخليفة العلي الصباح، وسُلمت القضية إلى نيابة التنفيذ الجنائي التي طلبت من إدارة الإنتربول ضبط أعضاء الجروب الهاربين خارج البلاد، بهدف تسليمهم إلى الكويت.

وقضت المحكمة بشكل نهائي بتأييد سجن عذبي فهد الأحمد الصباح، وأحمد الداود الصباح، وخليفة العلي الصباح، والمحامي عبدالمحسن العتيقي، والمحامي فلاح الحجرف، مدة 5 سنوات لكل منهم، بتهم “إذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالبلاد وأمنها”، و”الإساءة والتشهير والطعن برجال القضاء والتشكيك بذممهم المالية واتهامهم بالرشوة”، إلى جانب تهمة “إساءة استعمال الهاتف” على خلفية آراء نشرها النشطاء على تطبيق واتساب في جروب  عرف باسم “جروب الفنطاس”.

كما أيدت المحكمة براءة كل من فواز الصباح، ويوسف العيسى، ومحمد الجاسم، ومشاري بويابس، وأحمد سيار، وجراح الظفيري، وقررت عدم جواز النظر بطعن سعود العصفور، الذي أُلقي القبض عليه في 13 مارس 2017، ما يعني تأييد حكم حبسه سنة، في القضية نفسها.أما حمد الهارون، فلم يكن ضمن لائحة الطاعنين بالحكم، ولا يزال خارج البلاد، ولذلك يبقى الحكم الغيابي الصادر ضده  بالسجن عشر سنوات، نافذا لحين عودته ومثوله أمام القضاء.

 

ملاحقة المغرد عبدالله الصالح بسبب تغريدات على موقع تويتر

لاحقت السلطات الكويتية المغرد الكويتي عبدالله محمد الصالح الذي يقيم حاليًا في بريطانيا، بالعديد من القضايا على خلفية تغريدات نشرها على حسابه على موقع “تويتر”، حيث قضت محكمة الجنايات الكويتية، يوم 25 ديسمبر 2017، بحبس عبدالله، لمدة خمس سنوات مع الشغل والنفاذ بتهمة “الإساءة إلى المملكة العربية السعودية” على خلفية تغريدات ومقاطع فيديو، نشرها عبر حسابه في ”تويتر“؛ لانتقاد السعودية بسبب مقاطعتها لقطر. وفي 4 فبراير 2018، أصدرت محكمة الجنايات حكماً بسجن عبدالله لمدة 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، بتهمة الإساءة إلى الإمارات، وفي 28 أبريل 2019، قضت محكمة الجنايات تقضي بحبس عبدالله  5 سنوات مع الشغل والنفاذ بزعم “نشر أخبار كاذبة”.

 

أحكام غيابية بسجن المغرد صقر الحشاش لمدد تتجاوز 80 سنة

أصدرت المحاكم الكويتية عدة أحكام غيابية بسجن المغرد صقر الحشاش، المتواجد خارج الكويت بمدد تتجاوز 80 عاماً، وذلك على خلفية تغريدات نشرها على حسابه في موقع تويتر. فعلى سبيل المثال أصدرت محكمة الجنايات في 26 يوليو 2018 حكمًا غيابيًا بسجن “الحشاش” 10 سنوات بدعوى “الإساءة إلى الذات الأميرية”، وفي يوم 15 يناير 2019، قضت محكمة الجنايات غيابيا بسجنه خمس سنوات بزعم “تدوين عبارات مسيئة إلى مسند الإمارة بحسابه في موقع “تويتر”، وفي 17 فبراير 2019، قضت محكمة الجنايات بحكم غيابي جديد ضده بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، ومصادرة الهاتف المستخدم في قضية “العيب بالذات الأميرية“.

 

حبس حامد تركي بويابس ومصادرة هاتفه

قضت محكمة الجنايات الكويتية، يوم 8 يناير 2018، بحبس الكاتب حامد تركي بويابس رئيس تحرير جريدة الشعب السابق سنتين مع وقف التنفيذ لمدة 3 سنوات على أن يلتزم حسن السير والسلوك، كما أمرت بمصادرة هاتفه بزعم “الإساءة إلى الذات الأميرية”، على خلفية كتابته عدة تغريدات في حسابه على تويتر.

 

اعتقال ناصر الدويلة بزعم الإساءة للسعودية

اعتقلت أجهزة الأمن الكويتية، السياسي الكويتي وعضو مجلس الأمة السابق، ناصر الدويلة، يوم 28 يونيو 2019، بزعم الإساءة للسعودية، على خلفية تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، ثم أفرجت عنه النيابة الكويتية بكفالة مالية بعد يومين من اعتقاله.

 

حكم بحبس المغرد مساعد المسيليم 5 سنوات لانتقاده الإمارات

قضت محكمة الجنايات الكويتية يوم 27 مايو 2019، غيابيا بحبس الناشط والمغرد الكويتي مساعد المسيليم، لمدة 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، وغرامة 10 آلاف دينار (نحو 33 ألف دولار)، بزعم القيام “بعمل عدائي ضد دولة الإمارات والعيب بالذات الأميرية ونشر أخبار كاذبة وإساءة استعمال الهاتف”، وذلك بسبب تغريدة له عن دولة الإمارات.

 

القبض على مرشح سابق بمجلس الأمة بزعم الإساءة للسعودية

ألقت السلطات الكويتية القبض على الناشط والمرشح السابق لـ”مجلس الأمة”، محمد خالد الهاجري، يوم 20 مايو 2019، لتنفيذ حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات، بزعم الإساءة إلى السعودية والأمير محمد بن سلمان، على وسائل التواصل الاجتماعي.