40 يوما مروا على اعتقال شباب رفض قرارات زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق، إلا أن إحدى المعتقلين، قررت أن تتصدى وحدها للقرار، فتاة وقفت بمفردها في منتصف المترو، ترفع لافتة مكتوب عليها “أنت يا سيسي عليك اللوم لية الغلا في شهر الصوم”.

أسماء عبدالحميد، ليست مجرد ناشطة سياسية قررت الاعتراض على قرار الحكومة برفع أسعار تذاكر مترو الإنفاق، فهي رغمًا من صغر سنها كان لها ثورتها الخاصة، ثورة على العادات والتقاليد الأسرية، التي دفعتها مبكرًا للعمل في مصانع الملابس الجاهزة، فاختلطت بالعاملات، وتوحدت مشاعرها مع معاناتهم، فأصبحت سندًا لهن.

رأت أسماء حلمها يرفرف في ميادين التحرير، في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، فقررت الدفاع عن المقهورين، والفقراء الذين ينتموا لها وتنتمي لهم.

تضررت عبدالحميد مثل ملايين المصريين من قرار الحكومة في يوم الثالث عشر من مايو الماضي برفع سعر تذكرة مترو الأنفاق بقيمة 250%، وهو ما هدد حياتها مثلما وصفت عبر صفحتها الشخصية على الفيس بوك وقالت “أنا واحدة قررت أن تستقل ماديا من سنين كتير شايله مسئولية نفسي من الألف للياء أوقات كتير قبل رفع سعر التذكرة مكنتش بلاقي تمنها دلوقتي بعد مشواري للجامعة هيكلفني على الأقل 50 جنيه”.

لم تقوى أسماء على امتصاص صدمة الإجراءات الاقتصادية التي سبق وان كتبت عنها، وعن مدى تأثيرها على النساء في مصر، فعقدت مجموعة من ورش العمل لمناقشة آثار التعويم على استقلال النساء.

لم تستطع الفتاة أيضا تحمل رؤية حلمها في إتمام دراستها العليا ينهار أمام عينيها، لمجرد قرار اتخذته الحكومة المصرية برفع أسعار تذاكر المترو، فقررت أن تعلن عن غضبها بلافته رفعتها وكتبت عليها “المرتب فيه كام تذكرة مترو يا سيسي” فكان الرد عنيفًا، حيث تعرضت أسماء للضرب المبرح قبل اعتقالها من محطة مترو السادات، لتتنقل بين غرف مزدحمة ومكتظة بجنائيات.

وتعرض علي النيابة مرات متتالية في القضية رقم 718 لسنة 2018، ووجه لها اتهامات بمشاركة جماعة إرهابية لقلقلة الأمن الوطني، وتعطيل الدستور والقانون، والاشتراك في تظاهرة لتعطيل المواصلات العامة، والإضرار بمصلحة المواطنين.

ورغمًا من صعوبة تجربة السجن في أقسام شرطة افتقدت لأدنى حدود آدمية، إلا أن أصدقاء أسماء الذين تمكنوا من زيارتها بقسم قصر النيل كتبوا على صفحاتهم عبر الفيس بوك ” أسماء المحتجزة في ظروف غير آدمية والتي تلقت ضربًا مبرحًا بسبب اعتراض سلمي ولافته رفعتها في يديها، تمنحنا الأمل من بين جدران العتمة”.

“أسماء تلخيص لحكاية قاسية وملهمة من حكايات بلدنا.. عنف وانتهاك ونضال وعمل.. قدر قاسى يخلق حلم بحياة أجمل وتضامن مع كل الشقيانين.. وفهم أصيل لحلم المساواة.. أسماء من أصعب وأجمل حكايات ثورتنا، هكذا وصفها القيادي بحزب “العيش والحرية” أكرم إسماعيل.

وكتب أكرم في تدوينة تضامينة مع أسماء: “متهيألي معرفتش شابة تتجمع عندها معاناة شبات بلدنا مع قدرة شجاعة علي النضال والتعلم زى أسماء.. أسماء بنت مكافحة فعلا وحياتها من وهي طفلة مليانه معاناة وتحديات.. قصة طويل من الكفاح ومواجهة الانتهاك في العمل (اللي بدأته بدري اوى) والسكن في سياق رحلة طويل وقاسية عشان الاستقلال.. خفة دم علي شجاعه على احتمال مستمر للوجع والمخاوف”.

وأضاف: “أسماء أول واحدة فهمتهي ازاى غلو الأسعار ده بيفطس أي فرصه للبنات اللي عايزه تستقل وعايز تخلق لنفسها مصير احسن.. ازاى هتشتغل في حلوان وتدرس في جامعة عين شمس وتروح جسر السويس لو تذكر المترو بقت ب 7 جنيه …أسماء مش ناشطه رفعت يافطة عشان تحيزت للغلابة بس. ..أسماء كانت بدافع عن حقها في الحياة ورفضها أن الحسابات الاقتصادية العميا للنظام ده تفعصها وتقضي عليها”.

وتابع: “لو مكنتش أعلنت عن رفضها كانت فطست من القهر.. أسماء تلخيص لحكاية قاسيه وملهمه من حكايات بلدنا.. عنف وانتهاك ونضال وعمل.. قدر قاسى يخلق حلم بحياة أجمل وتضامن مع كل الشقيانين.. وفهم أصيل لحلم المساواة.. أسماء من أصعب واجمل حكايات ثورتنا.. لما تفتش في الثورة بجد بره الميادين وقنابل الغاز تلاقي نضال يومي بتخوضة آلاف البنات في الحي والشارع والمترو.. وتلاقي أسماء.. أسماء زميلتي العزيزه انت علمتيني كتير اوى يا اسماء ولسه بتعلميني ومكسوف اوى من شجاعتك.. عارفة انك جدعه وقوية وعملتي اللي انت عايزاه وانت مستعده تدفعي تمنه.. عارف انك بتعاني وعارف انك بطلة…”.

وقال عنها القيادي بحزب العيش والحرية أحمد فوزي عبر صفحته على فيس بوك: “اخدنا قرار اننا ننزل انتخابات الرئاسة 2018، قابلت شباب زى الورد كنت متعجب من اقبالهم وشجاعتهم وقرارهم بالاستمرار رغم القهر والاستبداد، كان عندهم يقين غريب انهم حيغيروا الوضع ده، ابرز الشباب والبنات دول كانت اسماء عبد الحميد، الى كانت رغم ظروف شغلها و حياتها،اول حد بيكون فى المكان وبتملى المكان مرح، اسماء قررت تمارس ابسط حقوقها ترفض زيادة اسعار المترو، الحرية لاسماء وكل البنات والاولاد و الجدعان المحبوسين”.

وقالت عنها نشوى زين عضو حزب العيش والحرية: “سيعبرنا التاريخ هازئا ساخرا فلقد نجحنا فى نزعه من الجدية سيعبرنا ترابا اوهباء لكنه سيتوقف طويلا محبا لأسماء.. نعم اسماء لايكفيها اسم واحد تمر اسماء بنا وبالزمن غير عابئة بما يلقيه على كاهلها وبما نلقيه على مسامعها وتبتسم اسماء تلك القدرة الجبارة على التعلم على التحمل على نصر هزائمها”.