المحامي السكندري محمد رمضان، الذي طالما تطوع للدفاع عن المظلومين والمقهورين. اعتقل على إثر ارتدائه سترة صفراء.

نعم، حيازة السترة الصفراء كانت أحد الاتهامات الموجهة إليه.

كان محمد رمضان، أحد محاميي الغلابة، وشأنه شأنهم، تم اعتقاله أكثر من مرة، لاتهامات  عبثية مماثلة.

إلا أن محمد رمضان، وفي حبسته الأخيرة، وبالتزامن مع تظاهرات السترات الصفراء في فرنسا، كان قد نشر صورة له وهو يرتدي سترة صفراء، لإظهار التضامن مع المتظاهرين.

تم القبض عليه في يوم 10 ديسمبر، عقب حضوره التحقيق مع الناشط أيمن موندي، وظل مختفيا عدة أيام، لا أحد يعلم مكانه، ثم ظهر أخيرا لتوجه له النيابة االتهم الآتية:

– الانضمام لجماعة إرهابية والترويج لأفكارها،

– نشر أخبار كاذبة،

– إحراز منشورات وسترات صفراء للدعوة للمشاركة في تظاهرات ضد القائمين على الحكم على غرار التظاهرات التي اندلعت في فرنسا وارتدى المتظاهرون سترات صفراء!

هذه التهم العجيبة، لاقت رد فعل أعجب من نقابة المحامين الفرعية بالاسكندرية، والتي هي منوط بها الدفاع عن أحد أعضائها، المحامي محمد رمضان. إلا أن المحامي محمود الأمير، نقيب المحامين لمنطقة شرق الإسكندرية، أعلن بوضوح أن نقابة المحامين لن تتابع قضية محمد رمضان، معلقا: كل متهم من حقه محامي يدافع عنه، بس مش لازم من النقابة، احنا بنحب بلدنا وبنخاف على أمنها!

بينما كلف سامح عاشور، نقيب المحامين، المحامي أيمن الفولي بمتابعة القضية.

من داخل محبسه، أرسل المحامي محمد رمضان الرسالة الآتية:

معالي السيد الأستاذ / محمود الامير (نقيب محامي شرق الإسكندرية)

تحية طيبة و بعد،

عندما تم إلبقاء القبض على أصدرتم حضراتكم قرارا بعدم التضامن معي لكونكم لا تدافعون عن ارهابيين، و لا اخفي على حضراتكم بأنني قد تلقيت هذا الخبر ليس بدهشة أو استغراب، فطالما كانت النقابة – خلال فترة توليكم لهذا المنصب العظيم – أداة في قبضة الدولة توجهها كيفما شاءت، و لكن أقول لحضراتكم إنه ما زالت لديكم فرصة لتحرير النقابة من هذه القبضة، فكلما كانت النقابة حرة، أصبحت كرامة المحامي في عنان السماء، وأذكر نفسي و إياكم بأنه على مر العصور كان المحامون في طليعة الحركة الوطنية و حملوا لواء قياداتها

كانت المحاماة رسالة و ليست مهنة وكانت سيف يشهر في وجه الظلم وحارس أمين على حقوق الفقراء و المستضعفين،

كانت النقابة هي الأم الولادة التي أنجبت عظماء أمثال الخواجة و مصطفى كامل و مصطفى البرداعي.

معالي النقيب،

لو قرأتم أوراق قضيتي ستجدون إقرار من الضابط مجري التحريات يقر فيه في أكثر من موضع بالآتي : “المتهم دائم الترافع في قضايا الحركات الإثارية”.

معالي النقيب،

أنا لست إرهابيا فأنا لم استبح الدماء ولم اخرب أو أنهب

ولم أبع ارض الوطن

ولكن جريمتي انني محامي يحلم بوطن حر.

مقدمه لحضراتكم،

محمد رمضان المحامي بالاستئناف العالي

زنزانة ١٢ عنبر ٢

معتقل برج العرب

محمد رمضان يستحق أن يعود لابنته الطفلة ذات الخامسة لإنه لم يرتكب جرما.

محمد رمضان محامي المظلومين يستحق الحرية.