من الصعب على الكثير أن يرتبط اسم إسلام الرفاعي بمأساة أو حزن. ما إن يذكر اسم إسلام الرفاعي في جمع حتى ترتسم البسمة على الوجوه.

إسلام الرفاعي ذلك الشاب الساخر، الذي يتعامل مع أقسى المواقف بثبات وابتسامة، ولا بأس من إضحاك الناس بتعليقاته الذكية الساخرة.

“خرم جاي يهرج”، كان الهاشتاج الذي أطلقه زملاؤه وأصدقاؤه ومحبوه والمتضامنون معه حتى ممن لم يعرفوه معرفة شخصية. كانت صدمة كبرى حين اعتقل “صاحب نظرية الخرم”، وكانت الصدمة الأكبر، والتي اختلطت، رغم المأساة، بضحك كالبكاء، حين علم الناس أن إسلام الرفاعي متهم بالانضمام إلى جماعة الأخوان المسلمين، الذين لم يختلف معهم فكريا فحسب، بل ربما سخر من سياستهم لشهور عدة على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

في شهر نوفمبر 2017، اختفى إسلام الرفاعي في ظروف غامضة، حاول أصدقاؤه التواصل معه أو مع أي شخص مقرب إليه دون فائدة. بعدها بعدة أيام، وصلت معلومات إلى المحامين بإن إسلام الرفاعي محتجز لدى الأمن المصري، وحاول المحامون الوصول إليه إلا أن قسم عابدين أنكر وجوده في البداية.

في يوم 23 نوفمبر، أي بعد القبض عليه بحوالي عشرة أيام، ظهر اسلام في نيابة أمن الدولة كمتهم في القضية 977 لسنة2017 “الانضمام لجماعة ارهابية” وهي الاخوان. وخالفت النيابة القانون والدستور بحرمانه من اجراء مكالمة تليفونية.

من جانبها، حاول بعض المنتمين للتيار الديني، المستائين من إسلام الرفاعي ، الترويج لفكرة أن إسلام الرفاعي “ملحد”. لم يكن القصد هو الدفاع عن إسلام بهذه الطريقة الفجة، ولكن، لإسلام الرفاعي صولات وجولات ضد التيارات الدينية ، مما دفعهم لترويج هذه الشائعات كشكل من أشكال الانتقام. فهو الآن في قبضة أمن الدولة، متهم بالانضمام للجماعة، فلا بأس من تشويهه أمام رأي عام لا يؤمن بحرية المعتقد. كما أن ما قالوه هو استنتاج نابع من العداء القديم بينهم وبين إسلام الرفاعي، فكل من يعادي اليمين الديني: ملحد.

من فرط عبثية الاتهامات، ظن المحامون أن الأمر لا يعدو كونه تشابه أسماء، وأن الحقيقة ستنجلي، لكن ما بدا غير ذلك.

فقد ظل إسلام محتجزا على ذمة القضية المعروفة إعلاميا باسم “قضية مكملين 2” من نوفمبر 2017 وحتى أغسطس 2018، حين أخلي سبيله بكفالة، وتم رفض استئناف النيابة وتأييد قرار إخلاء سبيله.

إلا أن القصة لم تنته هنا، ولا يبدو أن الاتهامات كانت ناشئة عن تشابه في الأسماء كما ظن المحامون. فبعد دفع الكفالة لإسلام، وقدرها 2000 جنيه مصري، استمر اعتقال إسلام الرفاعي على ذمة قضية قضية جديدة بالنسبة له ، لكنها قديمة بالنسبة للمحامين  “المحور الإعلامي” التابع لجماعة الأخوان، وأسندت النيابة إلى إسلام، المتهم بالقضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها.

الجميع يقف حائرا أمام إصرار الدولة على اتهام إسلام الرفاعي صاحب نظرية الخرم بالانضمام إلى جماعة ليس بينه وبينها سوى كل عداء. فهما على النقيض.

لكن، ما هي نظرية الخرم؟

كما ورد على صفحة إسلام، فإن نظرية الخرم هي: “أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام. لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألّا نأخذه على محمل الجد”.

اسلام الرفاعي يستحق حريته.