شهدت لبنان خلال هذا العام تراجعا حادا لحرية التعبير ، تمثل في زيادة واسعة لمحاكمات جنائية لأصحاب الرأي استندت في اغلبها لمزاعم بـ “السب والقذف” و”الازدراء ” في قضايا كان أغلبها لمسئولين حكوميين ضد نشطاء قاموا بانتقاد ممارسات وسياسات الحكومة البنانية أو انتقادات لرجل دين ، كما يمكن اعتبار ان “مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية” هو عدو حرية التعبير بلا منازع في لبنان ، كما سنرى.


وفيما يلى نماذج من الانتهاكات التي رصدتها الشبكة العربية:
الانتهاك ضد الصحفيين :
• خلافا للعادة في محاكمة قضايا النشر أمام محكمة المطبوعات التي تمنع الحبس في قضايا السب والقذف اصدرت المحكمة العسكرية : في تاريخ 8 يناير 2018 حكما غيابيا بالسجن 6 اشهر علي الصحفية والباحثة اللبنانية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى “حنين غدار” وذلك بسبب تصريح لها في محاضرة في واشنطن ترجع الي عام 2014 والتي قالت خلاله “أنّ الجيش اللبناني يميّز بين ارهاب سني وإرهاب شيعي ويتسامح مع الاخير”! بدعوي “التشهير” بالجيش.

• حكمت محكمة المطبوعات على كل “ابراهيم الأمين ” رئيس تحرير جريدة الاخبار و”أمال خليل” الصحفية بالجريدة بغرامة 2مليون ليرة لبنانية، بسبب اتهام بالسب والقذف في قضية رفعها رئيس الجمهورية ، في شهر يوليو ، على خلفية مقال نقدي تم نشره بالجريدة.

• كما استدعت المباحث العامة الصحفي هاني النصولي, مؤسس ومدير موقع “بيروت قضيّتي” وحقّقت معه على خلفية تسجيل على “واتس أب” يوم الثلاثاء 18 سبتمبر2018 وحقّقت معه في اليوم التالي لمدة دامت 3 ساعات في الدعوى المقامة ضده من السيّد نادر الحريري “بتهم السب والقذف وإثارة النعرات الطائفية وتعكير صلات اللبنانيين مع دولة شقيقة” وذلك بسبب تسجيل صوتي له على “واتس أب” يعلّق فيه على صورة للحريري مع رجل اعمال ، وانتهي التحقيق باطلاق سراحه بموجب الاقامة

• اتهم القضاء العسكري الصحفي “رضوان مرتضى” في نوفمبر 2018 بتهمة “التعريض بأمن الدولة وسمعة المحكمة العسكرية” على خلفية مقال بعنوان “فضيحة القضاء والأمن في جريمة وباء الإيدز”. وهي اتهامات يعاقب عليها بالحبس والغرامة

.
• وقد يكون الصحفي ” فداء عنتابي ” هو الاكثر حضورا وضيافة في محاكمات الرأي ، حبث رصدت الشبكة العربية 5 محاكمات وتحقيقات معه خلال عام 2018 ، كان اخرها ، في شهر أكتوبر 2018، حين تمت محاكمته بتهمة “السب والقذف والازدراء” بموقع فيس بوك ، على خلفية اتهام وزير الخاريجة “جبران باسيل” له ، وحكمت المحكمة ضده بالحبس شهرين.

المخاطر بسبب بوست على فيس بوك:
رغم وجود العديد من الصحف اللبنانية والقنوات التي تتمتع بخلفية سياسية مختلفة ، إلا ان الفيس بوك يبقى الوسيلة الاوسع انتشارا ، وكذلك الاكثر رقابة وعرضة لاصطياد اصحاب الرأي عليها ، حتى تكاد لبنان تكون الاكثر حصارا للفيس بوك لا سيما مما يعرف بـ ” مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية” والذي يمكن تسميته بمكتب مكافحة حرية التعبير!!، ومن هذه الامثلة:

• تعرض الناشط خالد عبشي للضرب من قبل المخابرات العسكرية ، بسبب انتقاده لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية في شهر يوليو ، وتم اجباره على التوقيع على تعهد بعدم المساس بما على فيس بوك ، وحذف جميع مشاركاته التي تتعلق بهما.

• بسبب بوست على فيس بوك في بداية شهر يوليو، للناشط “شربل خوري” ينتقد فيه ممارسات أحد القساوسة ، تم استدعاءه من قبل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية ، وتم الافراج عنه بعد التحقيق وتعهده بعدم التعرض للاديان ومسح الموضوعات التي كتبها حول نفس الموضوع.

• في شهر يوليو ، تم استدعاء الناشطة روان الخطيب ، بسبب كتابات نقدية داعمة للناشط المتهم ” شربل خوري” ، وبعد التحقيق واجبارها على حف منشوراتها على فيس بوك ، تم اخلاء سبيلها.

• ولم يسلم الناشط المعروف “عماد بزي من الاستدعاءات الغير قانونية لمكتب مكافحة جرائم المعلوماتية ، حيث استدعي في نفس الشهر يوليو 2018بسبب منشور على “فايسبوك” يتناول بالنقد شركة استثمارية ، وبناءها المخالف على شاطئ البحر.

• استدعاء الناشط فراس بو حاطوم من قبل “مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية” في اغسطس ، بسبب شكوى من حول بوست نقدي ضد بعض منظمات المجتمع المدني ، حول الانتخابات البرلمانية ، وتم تخويفه ومحاولة اثناءه عن الكتابة على الفيس بوك.

الرقابة والمنع :
• في منتصف شهر اكتوبر ، قررت لجنة الرقابة منع فيلمي ” طلعت الشمس” وفيلم “Climax” بسبب ما زعمته من تناول الفيلمين لمشاهد تضم تعاطي للمخدارت ومشاهد مثلية جنسية ! وذلك بعد ابلاغها لوزير الداخلية نهاد المشنوق.

• ومن المخدرات والمثلية الجنسية ، إلى منع عرض فيلم “الراهبة” في نفس الشهر بزعم تعرضه للدين المسيحي ، علما بان منع الفيلم تم ، حتى قبيل الحصول على موافقة وزير الداخلية.

• ولم يسلم المذيع هشام حداد من الملاحقة ، حيث تم احالته للقضاء بسبب حلقة من برنامج “لهون وبس” الذي يقدمه على قناة LBCI بزعم اهانته للقضاء ضمن حلقة في شهر اكتوبر، وان لم يحاكم بعد.

ملاحقة المدافعين عن حقوق الانسان:
• بسبب بوست يتضامن فيه المدافع الحقوقي “وديع الاسمر” مع التاشط شربل خوري ، تم استدعاءه من قبل “مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية”.

انتهاكات حق التجمع السلمي:
ايقاف مؤتمر عن الجندر بعد مطالبة “هيئة علماء المسلمين” بإلغائه
قام الامن العام اللبناني بالغاء مؤتمراً عن “الجندر” في يومه الثالث يوم السبت 29 سبتمبر 2018 وهو مؤتمر إقليمي حول قضايا الجندر والجنسانية والتي تقوم بتنظيمه “المؤسسة العربية للحريات والمساواة”، من استكمال برنامجهم، في أوتيل “لو كرييون”
رغم قيام جورج قزي مدير المؤسسة بتقديم كل الاوراق المطلوبة لاقامة المؤتمر للامن العام والحصول علي التاشيرات اللازمة للمشاركين في المؤتمر حيث ان هناك عدداً منهم من الخارج وان الامن العام كان علي علم بكل تفاصيل الؤتمر ، ورغم ذلك تم الغاءه ، ثم السماح له ، اذا نقله لمكان اخر.

قطر ، فلسطين ، تونس ، المغرب ، الكويت ، السودان ، الاردن ، العراق ، الامارات ، مصر ، البحرين ، الجزائر