اختطاف صحفي مدى مصر شادي زلط ،يدشن مرحلة الظلام الإعلامي في مصر

 

القاهرة في 24 نوفمبر 2019

قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم ، ان عملية إختطاف الصحفي شادي زلط ، محرر موقع  مدى مصر من منزله ، واخفائه ، لا يعد فقط استمرارا للنهج المعتاد من العداء للصحافة المهنية والمستقلة ، لكنه يدشن مرحلة الظلام الاعلامي في مصر ، حيث اختفت تماما الصحافة المهنية والمستقلة ، وباتت دولة الـ 100 مليون نسمة ، تحيا دون صحافة دون صحف مستقلة أو مهنية ، او بعيدة عن الرقابة الفظة التي تمارسها العديد من الاجهزة الأمنية في مصر.

وكانت قوات الأمن قد اقتحمت منزل الصحفي “شادي زلط” فجر أمس السبت والقت القبض عليه دون ابراز أي أوامر أو قرار بالقبض عليه ، ولم يظهر رغم مرور الـ 24 ساعة التي قررها القانون ، مما يحول واقعة

 القبض عليه إلى واقعة اختطاف ، بمعرفة جهاز أمني ما.

وحتى يظهر الصحفي المختطف و يتم الاعلان عن الجهة التي اختطفته أو اسبابها ، فتعتقد الشبكة العربية أن اختطافه جاء كنتيجة لنشر تقرير عن إبعاد نجل رئيس الجمهورية إلى روسيا ، تم نشره تحت عنوان «مهمة عمل طويلة»: إبعاد محمود السيسي إلى روسيا ”

وكان الأحرى بالجهة التي اختطفته ، أيا كانت ، ان تراعي الأعراف المهنية وتحترم سيادة القانون، بإرسال رد أو تصحيح أو حتى شكوى لنقابة الصحفيين إن كان لديها رواية مغايرة لما نشر، إن كانت واقعة اختطافه تتعلق بهذا التقرير الصحفي، أو أن تعلن أسباب اخرى لو وجدت ، بدلا من الاختطاف والامعان في ممارسات بوليسية تزيد من الاساءة لصورة وسمعة هذه الاجهزة الأمنية. لكن للاسف لم يحدث.

يذكر أن موقع مدى مصر يعد ضمن مواقع قليلة يقل عددها عن أصابع اليد الواحدة ، مازالت رغم حجبها منذ ما يزيد عن عامين ضمن ما يزيد عن 500 موقع محجوب، تسعى بدأب لممارسة الصحافة المهنية والنزيهة إلا انها وبسبب تمسكها بهذه المهنية أصبحت هدفا لحملة طويلة من التشهير والتهديد ، توجت باختطاف محررها شادي زلط ، لتقدم لكل مهموم بحرية الصحافة وقيمها ، دليلا على ان الصحافة المهنية غير مرغوب فيها بمصر في ظل هذا النظام البوليسي المعادي لأي اصوات مختلفة أو ناقدة أو معارضة. 

و الشبكة العربية تعتبرهذه البيان بلاغا عن واقعة اختطاف ، و تطالب النائب العام بفتح تحقيق عاجل وشفاف ، والاعلان عن اسم الجهة التي اختطفت شادي زلط ، ومسائلتها والقائمين عليها ، حتى لا تصبح مصر مرتعا لممارسات بوليسية تضرب بالقانون عرض الحائط ، وتنشر الخوف بين القلة المتبقية من الصحفيين المهنيين الذين مازالوا يعملون بالصحافة  الحقيقية المتعارف عليها ـ ودعما لاحترام الدستور وسيادة القانون.